الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ومن اقتدى بإمام ينوي صلاته ولم يدر أنها الظهر أو الجمعة أجزأه أيهما كان ; لأنه بنى صلاته على صلاة الإمام ، وذلك معلوم عند الإمام فالعلم في حق الأصل يغني عنه في حق التبع والبناء ، والأصل فيه حديث { علي وأبي موسى رضي الله تعالى عنهما ، فإنهما قدما من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بم أهللتما فقالا بإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجوز ذلك لهما } وإن لم يكن معلوما عندهما وقت الإهلال ، فإن [ ص: 208 ] لم ينو صلاة الإمام ولكنه نوى الظهر والاقتداء إذا كان إمامه في الجمعة فصلاته فاسدة ; لأنه يؤدي غير صلاة الإمام ، وتغاير الفرضين يمنع الاقتداء ، وفي غير رواية أبي سليمان قال : إذا نوى صلاة الإمام والجمعة ، فإذا هي الظهر جازت صلاته ، وهذا صحيح فقد تحقق البناء بنية صلاة الإمام ولا يعتبر بما زاد بعد ذلك ، وهو كمن نوى الاقتداء بهذا الإمام وعنده أنه زيد فإذا هو عمرو ، وكان الاقتداء صحيحا ، بخلاف ما إذا نوى الاقتداء بزيد ، فإذا هو عمرو .

التالي السابق


الخدمات العلمية