الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( مسافر صلى الظهر ركعتين بغير قراءة ثم نوى المقام فعليه أن يصلي ركعتين بقراءة ) وهو والمقيم فيه سواء عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله تعالى ، وقال محمد رحمه الله تعالى صلاته فاسدة ، وهذا بناء على ما سبق أن فساد الصلاة بترك القراءة يخرجه من حرمة الصلاة عند محمد رحمه الله تعالى ، ولا يخرجه منها عندهما ، وأما على سبيل الابتداء فههنا حجة محمد رحمه الله تعالى أن ظهر المسافر كفجر المقيم ، ثم الفجر في حق المقيم يفسد بترك القراءة فيهما أو في إحداهما على وجه لا يمكنه إصلاح إلا بالاستقبال ، فكذلك الظهر في حق المسافر ، إذ لا تأثير لنية الإقامة في رفع الفساد ، ولهما أن نية الإقامة في آخر الصلاة كهي في أولها ، ولو كان مقيما في أولها لم تفسد صلاته بترك القراءة في الأوليين ، فهذا مثله ، وتبين بهذا أن المفسد لم يتقرر ; لأن صلاة المسافر بعرض أن يلحقه مدد نية الإقامة والمفسد خلو الصلاة عن القراءة في ركعتين منها ، ولا يتحقق ذلك بترك القراءة في الأوليين بخلاف فجر المقيم ، وكذلك إن قام إلى الثالثة وركع ثم نوى الإقامة إلا أنه إن كان لم يقرأ في الأوليين يعيد القراءة ، وإن كان قرأ في الأوليين يعيد القيام والركوع ; لأن ما أدى كان نفلا ; لأنه حين قام إلى الثالثة لم يكن نوى الإقامة فكانت هذه الركعة بقدر ما أدى إلى وقت نية الإقامة نافلة فلا تنوب عن الفرض فكان عليه الإعادة لهذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية