الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وفارق من أفسد معه من إحرامه لتحلله )

                                                                                                                            ش : جرى رحمه الله على غالب عادته من أنه إذا كان في المسألة احتمالات يأتي بلفظ يقبل كل واحد منها ، وعبارته نحو عبارة المدونة ، ونصها قال ابن القاسم : ومن جامع زوجته في الحج ، فليفترقا إذا أحرما بحجة القضاء ، فلا يجتمعان حتى يحلا ا هـ . وقد اختلف في التفريق هل هو على الوجوب ، أو على الاستحباب ؟ فقال ابن الجلاب وابن القصار : هو مستحب ، وفي آخر كلام الطراز ميل إليه وقال ابن عبد السلام : في شرح قول ابن الحاجب ، وإذا قضى فارق إلخ يريد إذا قضى الفاسد ، فإنه يجب عليه أن يفارق زوجته ، أو أمته التي كان إفساده للحجة المتقدمة معها ، ثم قال : وظاهر إطلاقات المذهب أن ذلك على الوجوب ، وهو أسعد بالأثر ، وقال ابن القصار : مستحب ، وفرق اللخمي بين الجاهل فيستحب ، والعالم فيجب انتهى . ونحوه في التوضيح وقال ابن بشير : ظاهر الكتاب الوجوب وقال ابن فرحون : ظاهر المذهب الوجوب ، وظاهر قول المصنف من أفسد معه أن هذا الحكم خاص بتلك المرأة ونحوه لابن الحاجب وقال في التوضيح : في شرح قول ابن الحاجب المتقدم مثله في المدونة ، وهو يدل على اختصاص هذا الحكم بتلك المرأة وقال اللخمي : لا فرق بين تلك المرأة وغيرها انتهى . [ ص: 170 ] وقال الشيخ زروق في شرح الإرشاد : وهل غيرها من النساء كهي ؟ قولان مشهوران انتهى . وقوله بتحلله قال في التوضيح : أي طواف الإفاضة انتهى . وهذا في حق من قدم السعي ، وأما من لم يقدمه ، فلا يتحلل إلا بإتمام السعي ، وقول المصنف من إحرامه لتحلله ظاهره سواء كان ذلك في حج ، أو عمرة ، وهو كذلك نص عليه في الكافي وابن فرحون وغيرهما ، وقال ابن فرحون : التحلل في العمرة الحلاق والله أعلم .

                                                                                                                            ( فرع ) : الظاهر أنهما لا يؤمران بالافتراق في بقية حجهما المفسد ، وفي كلام القاضي سند ما يدل له ; لأنه لما علل كونه غير واجب قال : ولو أثر تحريما لكان أولى في الحجة الأولى انتهى .

                                                                                                                            وقد ذكر ابن رشد في شرح هذه المسألة من سماع أشهب من كتاب الحج أن بعض أهل العلم يقول : يفرق بينهما إلى عام قابل انتهى . ونقله في التوضيح .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية