الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( واستنثار )

                                                                                                                            ش : يعني أن السنة الرابعة الاستنثار وهو لغة طرح الماء من الأنف بالنفس ، مأخوذ من نثرت الشيء إذا طرحته ، وقيل : إنه مأخوذ من تحريك النثرة وهي طرف الأنف ، وفي الشرع طرح الماء من أنفه بنفسه مع وضع أصبعيه على أنفه ، وكرهه مالك دون وضع يديه على أنفه وقال : هكذا يفعل الحمار ، وقال الشيخ زروق : قالوا وإنما يمسكه من أعلاه ثم يمر لآخره ; لأنه الذي ينظف ويشد أصابعه بالإخراج ، وكون ذلك باليسار هو الأولى وقد اختلف فيه انتهى . وقال ابن فرحون في شرح قول ابن الحاجب وينثره بنفسه وأصبعه : مراده الإبهام والسبابة من اليد اليسرى ; لأنها المعدة لإزالة الأوساخ انتهى . وقال في الذخيرة لما تكلم على المضمضة والاستنشاق : قال صاحب الطراز : ويفعلهما باليمنى وهو متفق عليه ويستنثر باليسرى وهو مروي عنه عليه الصلاة والسلام انتهى . وجعل المصنف الاستنثار سنة مستقلة وهو الذي ارتضاه ابن رشد في المقدمات والقاضي عياض في الإكمال ، وفي كلام ابن عبد السلام والمصنف في التوضيح ميل إليه . قال في الإكمال : الاستنشاق والاستنثار عندنا سنتان وعدهما بعض شيوخنا [ ص: 248 ] سنة واحدة ; لأنه عليه الصلاة والسلام أمر بهما وأفرد كل واحدة منهما بالذكر انتهى . وقال ابن عرفة بعد أن نقل كلام القاضي عياض : ظاهر اقتصار الرسالة والتلقين والجلاب والصقلي والمازري وابن رشد وابن العربي على المضمضة والاستنشاق أنهما - يعني الاستنشاق والاستنثار - سنة واحدة ، وظاهر قول الكافي المضمضة والاستنشاق والاستنثار ومسح الأذنين سنة أنهما سنتان وهو نص المقدمات ، وقول أول الرسالة من سننه المضمضة والاستنثار ظاهر في الثاني ، وقوله آخرها كالتلقين ظاهر في الأول انتهى . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية