الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولو تردى بعير ، ونحوه في ) نحو ( بئر ، ولم يمكن قطع حلقومه ، ومريئه فكناد ) في حله بالرمي لحديث فيه حمل على ذلك ، وكذا بإرسال الكلب ( قلت الأصح لا يحل ) المتردي ( بإرسال الكلب ) الجارح عليه ( ، وصححه الروياني ) صاحب البحر عبد الواحد أبو المحاسن فخر الإسلام ( والشاشي ) صاحب الحلية محمد بن أحمد فخر الإسلام تلميذ الشيخ أبي إسحاق

                                                                                                                              والنزاع في أنه لم يصححه لا يلتفت إليه ( والله أعلم ) ، وفارق السهم بأنه تباح به الذكاة مع القدرة بخلاف نحو الكلب ( ومتى تيسر ) يعني أمكن ، ولو بعسر ( لحوقه ) أي : الصيد ، أو الناد ( بعدو ، أو استعانة ) بمهملة ، ثم نون ، أو بمعجمة ثم مثلثة ( بمن يستقبله فمقدور عليه ) فلا يحل إلا بذبحه في مذبحة ، أما إذا تعذر لحوقه حالا فيحل بأي جرح كان كما مر ( ويكفي في ) الصيد المتوحش ( الناد ، والمتردي [ ص: 320 ] جرح يفضي إلى الزهوق ) كيف كان للحديث الصحيح { لو طعنت في فخذها لأجزأك أي : المتردية ، أو المتوحشة } كما قاله أبو داود ، والناد في معنى المتوحش ( وقيل يشترط ) جرح ( مذفف ) أي : قاتل حالا نعم إرسال الجارحة لا يشترط فيه تذفيف جزما

                                                                                                                              ولو تردى بعير فوق بعير فنفذ الرمح من الأعلى للأسفل حلا ، وإن جهل ذلك كما لو نفذ من صيد إلى آخر

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قول المتن : ولو تردى ) أي : سقط ا هـ . مغني ( قوله : لحديث فيه ) أي : الحل بالرمي ، وذلك الحديث ما سيذكره في شرح ، ويكفي في الناد إلخ فالأنسب ذكره هنا كما في النهاية ، ثم الإحالة عليه هناك ( قوله : على ذلك ) أي : المذكور من المتردي ، والناد ( قول المتن بإرسال الكلب ) أي : ونحوه ا هـ . نهاية ( قوله : صاحب البحر إلخ ) عبارة المغني ، وهو بغير همز نسبة لرويان من بلاد طبرستان عبد الواحد أبو المحاسن شافعي زمانه صاحب البحر ، وغيره القائل لو احترقت كتب الشافعي أمليتها من حفظي ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : في أنه ) أي : الشاشي لم يصححه أي : الحلية ( قوله : وفارق السهم بأنه إلخ ) عبارة غيره ، والفرق أن الحديد يستباح به الذبح مع القدرة بخلاف فعل الجارحة ا هـ . ( قوله : يعني أمكن إلخ ) عبارة المغني ( تنبيه )

                                                                                                                              كلامه يفهم أنه متى أمكن ، وتعسر ذلك كان غير مقدور عليه ، وليس مرادا ، بل لا بد من تحقق العجز عنه في الحال ا هـ . ( قوله : أي : الصيد ) إلى قوله : للحديث في النهاية ( قوله : بمهملة ، ثم نون ) عبارة المغني بمهملة ، ونون بخطه من العون ، ويجوز قراءته بمعجمة ، ومثلثة من الغوث ا هـ . ( قول المتن : بمن يستقبله ) أي : مثلا ا هـ . مغني ( قول المتن : فمقدور ) أي : حكمه كحيوان مقدور ا هـ . مغني ( قوله : أما إذا تعذر لحوقه حالا ) أي : بحسب العرف كأن لا يدركه في ذلك الوقت ، ولو بشدة العدو وراءه ، وإذا ترك ربما استقر في محل آخر فيدركه في غير الوقت الذي ند فيه فلا يكلف الصبر إلى صيرورته [ ص: 320 ] كذلك ، ومنه ما لو أراد ذبح دجاجة ففرت منه ، ولم يمكن قدرته عليها لا بنفسه ، ولا بمعين ا هـ . ع ش ( قول المتن جرح ) بفتح الجيم مصدر جرحه ، وأما بالضم فهو اسم عصام على الجامي أي : للأثر الحاصل من فعل الجارح ا هـ ع ش ( قول المتن : يفضي ) أي : غالبا ا هـ . مغني ( قوله : كيف كان ) أي : سواء أذفف الجرح أم لا ا هـ . مغني ( قوله : للحديث الصحيح لو طعنت ) أي : في جواب يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق ، واللبة ا هـ . نهاية ( قوله : أي : المتردية إلخ ) تفسير لضمير فخذها عبارة النهاية قال أبو داود : هذا لا يصح إلا في المتردية ، والمتوحش ا هـ .

                                                                                                                              ( قول المتن : وقيل : يشترط ) أي : في الرمي بسهم ا هـ . مغني ( قوله : أي : قاتل ) إلى قوله : ويفرق في المغني إلا قوله : أو نحو ناد مما مر ، وقوله : وتذففه إلى ، وتكفي ، وقوله : وما يغلب إلى ، فإن شك ( قوله : ولو تردى ) إلى قول المتن ، ومات في النهاية ( قوله : حلا ) ، وإن مات الأسفل بثقل الأعلى لم يحل ، ولو دخلت الطعنة إليه ، وشك هل مات بها ، أو بالثقل لم يحل كما هو قضية ما في فتاوى البغوي ا هـ . مغني ( قوله : وإن جهل ذلك ) أي : وجود الأسفل




                                                                                                                              الخدمات العلمية