الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( و ) يعزى ( الكافر ) إن احترم لا كحربي فتحرم تعزيته على ما قاله الإسنوي والذي يتجه الكراهة نعم إن كان فيها توقيره حرمت حتى لذمي وقد تسن تعزيته إن رجي إسلامه ( بالمسلم غفر الله لميتك وأحسن عزاءك ) وتباح تعزية كافر محترم لمثله بل قال الإسنوي يتجه ندبها لمن تسن عيادته فيقال له أخلف أو خلف الله عليك ولا نقص عددك أي لتكثر الجزية بهم للمسلمين في الدنيا والفداء لهم بهم في الآخرة فليس فيه دعاء بدوام كفر بل قال شارح لا يحتاج لهذا التأويل أصلا أي لأنه لا يلزم من كثرة العدد كونه بوصف الكفر [ ص: 179 ] وظاهر أنه لا تسن تعزية مسلم بمرتد أو حربي بخلاف نحو محارب وزان محصن وتارك صلاة وإن قتل حدا

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله قال الإسنوي يتجه إلخ ) ينبغي أن يجري نظير هذا الكلام في تهيئة الطعام من جيران أهل الكافر فيقال تباح إذا كان الكافر محرما بل يتجه ندبه لمن تسن عبادته على بحث الإسنوي فليراجع ( قوله فليس فيه دعاء بدوام كفر ) فيه شيء مع قوله أي لتكثير الجزية إلخ فتأمله



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله إن احترم ) يشمل المؤمن والمعاهد فليراجع ( قوله ويعزى الكافر إلخ ) أي جوازا ما لم يرج إسلامه وإلا فندبا نهاية ومغني ( قوله لا كحربي ) أي ومرتد نهاية ومغني ( قوله وتسن تعزيته إلخ ) أي الكافر ولو غير محترم نهاية ومغني قول المتن ( غفر الله لميتك إلخ ) وقدم الدعاء هنا للميت لأنه المسلم فكان أولى بتقديمه تعظيما للإسلام والحي كافر ولا يقال أعظم الله أجرك لأنه لا أجر له نهاية ومغني قال ع ش وقع السؤال في الدرس عما يقع كثيرا من الناس في التعزية من قولهم لا مشى لكم أحد في مكروه وقولهم هو قاطع السوء عنكم هل ذلك جائز أو حرام لأن فيه الدعاء لهم بالبقاء وهو محال والجواب عنه بأن الظاهر فيه الجواز لأنهم إنما يريدون بذلك الدعاء لأهل الميت بعدم توالي الهموم وترادفها بموت غير الميت الأول بعده قريبا منه ا هـ ( قوله وتباح تعزية كافر محترم إلخ ) أي ما لم يرج إسلامه وإلا فندبا كما مرت الإشارة إليه نهاية ومغني ( قوله بل قال الإسنوي يتجه إلخ ) ينبغي أن يجري نظير هذا الكلام في تهيئة الطعام من جيران أهل الكافر فيقال تباح إذا كان الكافر محترما بل يتجه ندبه لمن تسن عيادته على بحث الإسنوي فليراجع سم ( قوله ولا نقص عددك ) بنصبه ورفعه نهاية ومغني أي مع تخفيف القاف وبتشديدها مع النصب ع ش ( قوله فليس فيه دعاء إلخ ) فيه شيء مع قوله أي لتكثير الجزية إلخ فتأمله سم ( قوله بل قال شارح ) وهو ابن النقيب نهاية ومغني ( قوله بخلاف نحو محارب إلخ ) ظاهره أنه يسن [ ص: 179 ] تعزية المسلم بنحو محارب إلخ لكن في البجيرمي عن البرماوي ما نصه وتكره لنحو تارك صلاة ومبتدع ا هـ فليراجع ( قوله وظاهر أنه لا يسن إلخ )

                                                                                                                              ( فائدة ) سئل أبو بكرة عن موت الأهل فقال موت الأب قصم الظهر وموت الولد صدع في الفؤاد وموت الأخ قص الجناح وموت الزوجة حزن ساعة ولذا قال الحسن البصري من الأدب أن لا يعزى الرجل في زوجته وهذا من تفرداته { ولما عزي صلى الله عليه وسلم في بنته رقية قال الحمد لله دفن البنات من المكرمات } رواه العسكري في الأمثال مغني وكتب بعضهم في هامشه ما نصه قوله حزن ساعة أي حيث لا أولاد له منها وإلا فهو حزن كثير لا سيما إذا تزوج فإنه لا يهنأ له عيش فكلامه محمول على عدم الأولاد ا هـ




                                                                                                                              الخدمات العلمية