الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وتأخير السحور ) ؛ لأن { الأمة لا يزالون بخير ما أخروه } رواه أحمد ويسن كونه بتمر لخبر فيه وهو بضم السين الأكل في السحر وبفتحها اسم للمأكول حينئذ ويحصل أصل سنته ولو بجرعة ماء ويدخل وقته بنصف الليل وحكمته التقوى أو مخالفة أهل الكتاب وجهان والذي يتجه أنها في حق من يتقوى به التقوى وفي حق غيره مخالفتهم وبه يرد قول جمع متقدمين إنما يسن لمن يرجو نفعه ولعلهم لم يروا حديث { تسحروا ولو بجرعة ماء } فإن من الواضح أنه لم يذكر هذه الغاية للنفع بل لبيان أقل مجزئ نفع أولا ( ما لم يقع في شك ) وإلا كأن تردد في طلوع الفجر فالأولى تركه لخبر { دع ما يريبك إلى ما لا يريبك } .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله والذي يتجه أنها في حق من يتقوى به التقوى ) ينبغي مخالفتهم أيضا ( قوله ولعلهم لم يروا حديث { تسحروا ولو بجرعة ماء } ) ليس نصا في [ ص: 424 ] الرد عليهم كما لا يخفى .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله ؛ لأن الأمة إلخ ) أي : ولأنه أقرب إلى التقوى على العبادة وصح { تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة وكان قدر ما بينهما خمسين آية } وفيه ضبط لقدر ما يحصل به سنة التأخير نهاية .

                                                                                                                              ( قوله بتمر ) عبارة شيخنا مما يندب الفطر عليه ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله وهو بضم السين ) إلى قوله واستظهره في المغني إلا قوله وبه يرد إلى المتن وإلى قوله وقد يقال في النهاية إلا قوله وجهان إلى إنما يسن وقوله ولعلهم إلى المتن .

                                                                                                                              ( قوله بضم السين الأكل إلخ ) وهو المراد هنا وإن قيل أكثر الرواية الفتح فقد قيل الصواب الضم ؛ إذ الأجر والبركة في الفعل حقيقة والمأكول مجازا إيعاب ( قوله حينئذ ) أي : في وقت السحر ( قوله أصل سنته ) أي : السحور مغني ( قوله ولو بجرعة ماء ) ربطه بما قبله محل تأمل عبارة النهاية ويحصل بقليل المطعوم وكثيره لخبر { تسحروا ولو بجرعة ماء } ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله والذي يتجه أنها إلخ ) وقد يقال أنه لهما مغني ( قوله التقوى ) ينبغي ومخالفتهم أيضا سم ( قوله وبه يرد إلخ ) أي بهذا الجمع ( قوله قول جمع متقدمين إلخ ) وافقهم النهاية عبارته ومحل استحبابه إذا رجي به منفعة إلخ ا هـ قال الرشيدي قوله ومحل استحباب إلخ انظره مع ما مر ويأتي من حصول السنة بالقليل كالكثير ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله ولعلهم لم يروا حديث إلخ ) هذا ليس نصا في الرد عليهم كما لا يخفى سم وقد يمنع ( قوله تركه ) أي : السحور .




                                                                                                                              الخدمات العلمية