الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( و ) يسن ( أن يقول عند فطره ) أي : عقبه ( اللهم لك ) قدم إفادة لكمال الإخلاص أي : لا لغرض ولا لأحد غيرك ( صمت وعلى رزقك ) أي الواصل إلي من فضلك لا بحولي وقوتي ( أفطرت ) للاتباع ولا يضر إرساله ؛ لأنه في الفضائل على أنه وصل في رواية وروى أبو داود { ذهب الظمأ } وفي شرح الروض { اللهم ذهب الظمأ } ولم أرها في أبي داود { وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى } وغيره { يا واسع الفضل اغفر لي } [ ص: 426 ] ( و ) يسن أي : يتأكد من حيث الصوم وإلا فذلك سنة في كل زمن .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله أي : عقبه ) كذا في النهاية والمغني وعبارة الإيعاب عقب تناول المفطر قال سليم ونصر المقدسي ويسن أن يعقد نية الصوم حينئذ وتوقف فيه الأذرعي ثم قال وكان وجهه خشية الغفلة ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله للاتباع ) رواه أبو داود بإسناد حسن لكنه مرسل وزاد الدارقطني { فتقبل مني إنك أنت السميع العليم } ومن ثم قال المقدسي يزيد بعد { أفطرت سبحانك وبحمدك تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني } قال المتولي ويسن أن يزيد { وبك آمنت وعليك توكلت ولرحمتك رجوت وإليك أنبت } إيعاب .

                                                                                                                              ( قوله وروي ) إلى قوله وغيره في النهاية والمغني إلا قوله وفي شرح الروض إلى وابتلت ( قوله وفي شرح الروض ) أي : والنهاية والمغني وشرح بافضل اللهم ذهب إلخ أي : بزيادة اللهم ( قوله ولم أرها في أبي داود ) عبارة شرح الروض وروي أيضا فيحتمل أن يقرأ بصيغة المجهول فلا يلزم كون الراوي أبا داود بصري أقول صنيع شرح الروض والنهاية والمغني حيث قالوا عقب قول المصنف { وعلى رزقك أفطرت } ما نصه وذلك للاتباع رواه أبو داود مرسلا وروي أيضا { أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول حينئذ اللهم ذهب الظمأ وابتلت العروق إن شاء الله تعالى } ا هـ كالصريح في أن روي ببناء الفاعل ويمكن أن يجاب بأن أبا داود روى ذلك في غير سننه أو فيه ونسخه مختلفة ( قوله وغيره ) أي : غير أبي داود ( قوله { يا واسع الفضل اغفر لي } ) وورد { أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني [ ص: 426 ] فأفطرت } إيعاب ( قوله ويسن إلخ ) ويستحب له أن يفطر الصائمين بأن يعشيهم لخبر { من فطر صائما فله أجر صائم ولا ينقص من أجر الصائم شيء } رواه الترمذي وصححه فإن عجز عن عشائهم فطرهم على شربة ماء أو تمرة أو نحوهما لما روي { أن بعض الصحابة قال يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال يعطي الله تعالى هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن } مغني وشرح الروض ونهاية زاد الإيعاب وأكله معهم أفضل لما فيه من مجابرتهم ومزيد برهم ولو كان الصائم قد تعاطى ما أبطل ثوابه فهل يحصل لمفطره مثل أجره لو سلم صومه فيه نظر واللائق بسعة الفضل الحصول ا هـ وفي الكردي على بافضل ويسن للمفطر عند الغير أن يقول ما صح { أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوله إذا أفطر عند قوم وهو أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون } ا هـ .




                                                                                                                              الخدمات العلمية