الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( ولو ) ( ارتد المعتكف أو سكر ) سكرا تعدى به ( بطل ) اعتكافه زمن الردة والسكر لانتفاء أهليته ( والمذهب بطلان ما مضى من اعتكافهما المتتابع ) فيجب استئنافه ؛ لأن ذلك أقبح من مجرد الخروج من المسجد .

                                                                                                                              [ ص: 475 ] ومنه يؤخذ أن المراد ببطلان الماضي عدم وقوعه عن التتابع لا عدم ثوابه إذا أسلم المرتد لكن المنصوص عليه في الأم بطلان ثواب جميع أعماله وإن أسلم كما يأتي قريبا وكذا يقال في التتابع حيث بطل وثنى الضمير مع العطف بأو وفي غير لضدين تنزيلا لهما منزلتهما على أن ذلك لا يرد عليه من أصله ؛ إذ العطف بأو في الفعل لا الفاعل فلم يرجع الضمير على معطوف بأو .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله سكرا تعدى به ) أما غير المتعدي فيشبه كما قاله الأذرعي [ ص: 475 ] أنه كالمغمى عليه شرح م ر .

                                                                                                                              ( قوله لا عدم ثوابه إذا أسلم المرتد ) لا ينافي هذا ما يأتي أول الحج من حبوط الثواب بالردة وإن لم تتصل بالموت بناء على أن المراد أن العدم المذكور ليس مرادا من هذا الكلام وإن كان متحققا ( قوله : إذ العطف بأو إلخ ) فيه نظر ظاهر وبينا ببعض الهوامش ما يتعلق بذلك ا هـ .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله سكرا ) إلى قول المتن ولو طرأ في المغني والنهاية إلا قوله في غير الضدين إلى أن ذلك .

                                                                                                                              ( قوله سكرا تعدى به ) أي أما غير المتعدى فيشبه كما قال الأذرعي إنه كالمغمى عليه نهاية ومغني ( قوله من مجرد الخروج إلخ ) أي : من الخروج من المسجد بلا عذر [ ص: 475 ] وهو يقطع التتابع نهاية ومغني ( قوله ومنه إلخ ) أي : من التعليل .

                                                                                                                              ( قوله لا عدم ثوابه إلخ ) لا ينافي هذا ما يأتي أول الحج من حبوط الثواب بالردة وإن لم تتصل بالموت بناء على أن المراد أن العدم المذكور ليس مرادا من هذا الكلام وإن كان متحققا سم .

                                                                                                                              ( قوله إذا أسلم إلخ ) عبارة النهاية المراد بالبطلان عدم البناء عليه لا حبوطه بالكلية ا هـ زاد المغني وهذا في السكران وأما المرتد فقد نص الشافعي على أن الردة تحبط الثواب إن لم تتصل بالموت وإن اتصلت به فهي محبطة للعمل بنص القرآن ا هـ قال ع ش الأقرب أن غير المرتد يثاب على ما مضى ثواب النفل مطلقا ما لم يكن عليه اعتكاف آخر واجب وإلا وقع عنه ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله ؛ إذ العطف بأو إلخ ) فيه نظر ظاهر وبينا ببعض الهوامش ما يتعلق بذلك سم أي : من أن المعطوف بأو المنوعة الأولى فيه تثنية الضمير .

                                                                                                                              ( قوله فلم يرجع الضمير على معطوف بأو ) أي : بل على المرتد والسكران المفهومين من لفظ الفعل وقد تقدم ما يدل عليهما فصح عود الضمير عليهما نهاية ومغني .




                                                                                                                              الخدمات العلمية