الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في سنة أربع وستين ومائتين من الأكابر

            إبراهيم بن راشد بن سليمان ، أبو إسحاق الآدمي إبراهيم بن راشد بن سليمان ، أبو إسحاق [الآدمي] .

            سمع خلقا كثيرا ، وروى [ عنه ] : ابن أبي الدنيا ، وغيره . وكان ثقة .

            وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، وكان قد بلغ الثمانين .

            إبراهيم بن مالك بن بهبوذ أبو إسحاق البزاز إبراهيم بن مالك بن بهبوذ أبو إسحاق البزاز .

            سمع حماد بن أسامة ، وزيد بن الحباب ، ويزيد بن هارون في آخرين .

            روى عنه : ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد ، وكان ثقة من خيار المسلمين .

            وتوفي في رجب هذه السنة وقد بلغ الثمانين .

            إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمر بن مسلم وهو إبراهيم المزني إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمر بن مسلم وهو إبراهيم المزني .

            صاحب الشافعي [ رحمه الله ] وكان فقيها حاذقا ، ثقة في الحديث ، وله عبادة وفضل ، وكان من خيار خلق الله عز وجل ملازما للرباط . توفي يوم الأربعاء لأربع وعشرين ليلة خلت من ربيع الأول هذه السنة ، وصلى عليه الربيع بن سليمان .

            بنان بن يحيى بن زياد ، أبو الحسن المغازلي بنان بن يحيى بن زياد ، أبو الحسن المغازلي .

            حدث عن عاصم بن علي ، ويحيى بن معين ، وغيرهما . روى عنه : ابن مسروق ، وابن مخلد ، وكان ثقة ، وتوفي في رجب هذه السنة .

            جعفر بن مكرم بن يعقوب بن إبراهيم ، أبو الفضل الدوري التاجر جعفر بن مكرم بن يعقوب بن إبراهيم ، أبو الفضل الدوري التاجر .

            سمع أبا عامر العقدي ، وروح بن عبادة ، وأبا داود الطيالسي في خلق كثير . روى عنه : ابن صاعد ، وغيره ، وهو ثقة صدوق . وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .

            حماد بن المؤمل بن مطر ، أبو جعفر الكلبي حماد بن المؤمل بن مطر ، أبو جعفر الكلبي .

            حدث عن كامل بن طلحة ، روى عنه : ابن مخلد ، وكان ثقة .

            توفي في هذه السنة .

            عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ، أبو زرعة الرازي ، مولى عياش بن مطرف القرشي عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ ، أبو زرعة الرازي ، مولى عياش بن مطرف القرشي .

            ولد سنة مائتين ، وسمع أبا نعيم ، وقبيصة ، والقعنبي ، وخلقا كثيرا . وكان إماما حافظا متقنا مكثرا صدوقا . وجالس أحمد بن حنبل وذاكره ، وكان أحمد يقول : اعتضت بمذاكرته عن نوافلي ، وما جاوز الجسر أحفظ من أبي زرعة .

            وعن أبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة قال : كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور ، فقال رجل من أهل العراق : سمعت أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبع مائة ألف حديث وكسر ، و هذا الفتى – يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف .

            قال المصنف : وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ما رأيت أحفظ من أبي زرعة .

            وقال ابن راهويه : كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل .

            وقال أبو يعلى الموصلي : ما سمعنا يذكر أحمد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته إلا أبا زرعة ، فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه .

            وعن أبا العباس محمد بن جعفر بن حمكويه الرازي قال : سئل أبو زرعة [ الرازي ] عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث هل حنث؟ قال : لا . ثم قال أبو زرعة : أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث .

            وعن أحمد بن علي قال : كتب إلي أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد بن خاموش الواعظ بخطه قال : سمعت أحمد بن الحسن بن محمد العطار يذكر عن محمد بن أحمد بن جعفر الصيرفي قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سليمان التستري قال : سمعت أبا زرعة يقول : إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ، ولم أطالعه منذ كتبته ، وإني أعلم في أي كتاب هو ، وفي أي ورقة هو ، في أي صفحة هو ، في أي سطر هو ، وما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي ، وإني أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع أصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي .

            وعن أبا جعفر التستري قال : حضرنا أبا زرعة وكان في السوق ، وعنده أبو حاتم ، ومحمد بن مسلم ، والمنذر بن شاذان ، وجماعة من العلماء ، فذكروا حديث التلقين ، وقوله صلى الله عليه وسلم "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" . قال : فاستحيوا من أبي زرعة ، وهابوا أن يلقنوه ، فقالوا : تعالوا نذكر الحديث . فقال محمد بن مسلم : حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح . ولم يجاوز ، والباقون سكتوا . فقال أبو زرعة وهو في السوق : حدثنا بندار ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح بن أبي غريب ، عن كثير بن مرة الحضرمي ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" وتوفي رحمه الله .

            [ توفي أبو زرعة بالري في آخر ذي الحجة من هذه السنة ] .

            وعن أبو العباس أحمد بن محمد المرادي قال : رأيت أبا زرعة في المنام فقلت : يا أبا زرعة ، ما فعل الله بك؟ قال : لقيت ربي تعالى فقال لي : يا أبا زرعة ، إني أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة ، فكيف من حفظ السنن على عبادي ، تبوأ من الجنة حيث شئت .

            موسى بن بغا موسى بن بغا .

            توفي في محرم هذه السنة ودفن بسامراء .

            محمد بن علي بن داود ، أبو بكر البغدادي ، ويعرف : بابن أخت غزال محمد بن علي بن داود ، أبو بكر البغدادي ، ويعرف : بابن أخت غزال .

            كان يحفظ ويفهم ، وحدث كثيرا وكان ثقة .

            وتوفي بقرية من قرى مصر في ربيع الأول من هذه السنة .

            محمد بن هلال بن جعفر بن عبد الرحمن ، أبو الفضل محمد بن هلال بن جعفر بن عبد الرحمن ، أبو الفضل .

            عامل خراج مصر ، كان صدوقا في الحديث ، كريما ، وله آثار في الخير .

            توفي في هذه السنة .

            يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة ، أبو موسى الصدفي يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة ، أبو موسى الصدفي .

            ولد سنة إحدى وسبعين ومائة ، وكان له علم وافر ، وعقل رزين ، حتى قال الشافعي [ رحمه الله ] : ما دخل من هذا الباب - يعني باب الجامع - أحد أعقل من يونس بن عبد الأعلى ، وتوفي بمصر في هذه السنة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة .

            يزيد بن سنان بن يزيد بن الذيال ، أبو خالد ، مولى عثمان بن عفان يزيد بن سنان بن يزيد بن الذيال ، أبو خالد ، مولى عثمان بن عفان .

            مصري قدم مصر تاجرا ، فوطنها وكتب بها الحديث ، وحدث ، وكان ثقة نبيلا .

            وخرج مسند حديثه ، وكان كثير الفائدة .

            وتوفي بمصر في [ أول يوم من ] جمادى الأولى من هذه السنة . وممن توفي فيها من الأعيان :

            أحمد بن عبد الرحمن بن وهب . وإسماعيل بن يحيى المزني ، أحد رواة الحديث عن الشافعي من أهل مصر ،

            ومحمد بن إسماعيل ابن علية قاضي دمشق .

            قبيحة أم المعتز وقبيحة أم المعتز ، إحدى حظايا المتوكل على الله ، جمعت من الجواهر واللآلئ والذهب والمصاغ ما لم يعهد لمثلها ، ثم سلبت ذلك كله ، وقتل ولدها المعتز لأجل نفقات الجند ، وشحت عليه بخمسين ألف دينار تدارئ بها عنه . وكانت وفاتها في ربيع الأول من هذه السنة . وفيها مات وعلي بن حرب الطائي ، وكان إماما في الحديث .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية