الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: قاله الكلبي ، لأن المؤمنين والكفار يحشرون مع رسلهم فلذلك يؤمرون بالامتياز.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يمتاز المجرمون بعضهم من بعض ، فيمتاز اليهود فرقة ، والنصارى فرقة ، والمجوس فرقة ، والصابئون فرقة ، وعبدة الأوثان فرقة ، قاله الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                        فيحتمل وجهين:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أن يكون الامتياز عند الوقوف.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: عند الانكفاء إلى النار.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 27 ] قال داود بن الجراح: فيمتاز المسلمون من المجرمين إلا صاحب الهوى فيكون مع المجرمين.

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ولقد أضل منكم جبلا كثيرا فيه ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: جموعا كثيرة ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أمما كثيرة ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: خلقا كثيرا ، قاله مجاهد ومطرف. وحكى الضحاك أن الجبل الواحد عشرة آلاف ، والكثير ما لا يحصيه إلا الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية