الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك [ ص: 221 ] في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة فيه خمسة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: على دين ، قاله قتادة وعطية ، ومنه قول قيس بن الخطيم


                                                                                                                                                                                                                                        كنا على أمة آبائنا قد يقتدي الآخر بالأول

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: على ملة وهو قريب من معنى الأول ، قاله مجاهد وقطرب وفي بعض المصاحف ) قالوا إنا وجدنا آباءنا على ملة ) الثالث: على قبلة ، حكي ذلك عن الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: على استقامة ، قاله الأخفش ، وأنشد النابغة

                                                                                                                                                                                                                                        حلفت فلم أترك لنفسك ريبة     وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: على طريقة ، قاله عمر بن عبد العزيز ، وكان يقرأ على أمة بكسر الألف والأمة الطريقة من قولهم أممت القوم. حكاه الفراء. وإنا على آثارهم مهتدون قال قتادة : متبعون.

                                                                                                                                                                                                                                        وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة ، وأبي سفيان ، وأبي جهل ، وعتبة ، وشيبة ابني ربيعة من قريش.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية