الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين

                                                                                                                                                                                                                                        فاكهين بما آتاهم ربهم فيه خمسة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: معجبين، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: ناعمين، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: فرحين، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: المتقابلين بالحديث الذي يسر ويؤنس ، مأخوذ من الفكاهة ، قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: ذوي فاكهة كما قيل: لابن وتامر ، أي ذو لبن وتمر ، قاله عبيدة ، ومعنى ذلك، أنهم ذوو بساتين فيها فواكه. متكئين على سرر مصفوفة والسرر الوسائد ، وفي المصفوفة ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: المصفوفة بين العرش ، قاله عكرمة . [ ص: 381 ] الثاني: هي الموصولة بالذهب.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنها الموصولة بعضها إلى بعض حتى تصير صفا، قاله ابن بحر . وزوجناهم بحور عين والعين الواسعة الأعين في صفائها ، وهو جمع عيناء ، ومنه قول الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                        فحور قد لهون وهن عين نواعم في المروط وفي الرياط

                                                                                                                                                                                                                                        وفي تسميتهن حورا وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: لأنه يحار فيهن الطرف، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لبياضهن، قاله الضحاك ، ومنه قيل للخبز حوار لبياضه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية