الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على [ ص: 429 ] أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

                                                                                                                                                                                                                                        ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه أي تقتلونهم في قول الجميع ، يقال: حسه حسا إذا قتله ، لأنه أبطل بمعونته. إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والفرق بين الإصعاد والصعود أن الإصعاد في مستوى الأرض ، والصعود في ارتفاع ، وهذا قول الفراء ، وأبي العباس ، والزجاج ، وروي عن ابن عباس أنهم صعدوا في جبل أحد فرارا. والرسول يدعوكم في أخراكم قيل: إنه كان يقول: (يا عباد الله ارجعوا) ذكر ذلك عن ابن عباس ، والسدي ، والربيع. فأثابكم غما بغم فيه قولان: [ ص: 430 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: غما على غم. والثاني: غما مع غم. وفي الغم الأول والثاني تأويلان: أحدهما: أن الغم الأول القتل والجراح ، والغم الثاني الإرجاف بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول قتادة ، والربيع. والثاني: غما يوم أحد بغم يوم بدر ، وهو قول الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية