الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما [ ص: 234 ] نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب في الرجس ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه العذاب ، قاله زيد بن أسلم. والثاني: السخط ، قاله ابن عباس . والثالث: أن الرجس والرجز بمعنى واحد إلا أن الزاي قلبت سينا كما قلبت السين تاء في قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        ألا لحى الله بني السعلاة عمرو بن يربوع لئام النات

                                                                                                                                                                                                                                            ليسوا بأعفاف ولا أكيات



                                                                                                                                                                                                                                        يريد الناس ، وأكياس. قوله عز وجل: في أسماء سميتموها يعني الأصنام ، وفي مراده بتسميتهم وجهان: أحدهما: في تسميتها آلهة يعبدونها. والثاني: أنه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر ، والآخر أنه يأتيهم بالرزق ، والآخر أنه يشفي المريض ، والآخر يصحبهم في السفر. وقيل: إنه ما أمرهم هود إلا بتوحيد الله والكف عن ظلم الناس فأبوا وقالوا: من أشد منا قوة ، فأهلكوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية