الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 181 ]

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية فيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم النصارى، وهو قول مجاهد. والثاني: أنهم اليهود، وهو قول ابن عباس . والثالث: أنهم مشركو العرب، وهو قول قتادة والسدي . وقوله: لولا يكلمنا الله يعني هلا يكلمنا الله، كقول الأشهب بن رملية:


                                                                                                                                                                                                                                        تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا



                                                                                                                                                                                                                                        بمعنى هل لا تعدون الكمي المقنعا. كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم فيهم قولان: أحدهما: أنهم اليهود، وهو قول مجاهد. والثاني: أنهم اليهود والنصارى، وهو قول قتادة. قوله تعالى: تشابهت قلوبهم يعني في الكفر، وفيه وجهان: أحدهما: تشابهت قلوب اليهود لقلوب النصارى، وهذا قول مجاهد. والثاني: تشابهت قلوب مشركي العرب لقلوب اليهود والنصارى، وهذا قول قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية