الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قال رب اشرح لي صدري الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر عن أسماء بنت عميس قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاء ثبير وهو يقول : أشرق ثبير أشرق ثبير، اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري، وأن تيسر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقه قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 184 ] وأخرج السلفي في " الطيوريات " بسند واه عن أبي جعفر محمد بن علي قال : لما نزلت : واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل، ثم دعا ربه وقال : اللهم اشدد أزري بأخي علي . فأجابه إلى ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : واحلل عقدة من لساني قال : عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته، وهو لا يعقل، ، فقال : هذا عدو لي . فقالت له امرأته : إنه لا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي قال : كان أكبر من موسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عطية في قوله : اشدد به أزري قال ظهري .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : اشدد به أزري يقول : اشدد به أمري وقوني به، فإن لي به قوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وأشركه في أمري قال : نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 185 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عروة أن عائشة سمعت رجلا يقول : إني لأدري أي أخ في الدنيا كان أنفع لأخيه : موسى حين سأل لأخيه النبوة ، فقالت : صدق والله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن وهب قال : كان هارون فصيحا بين النطق يتكلم في تؤدة ويقول بعلم وحلم، وكان أطول من موسى طولا وأكبرهما في السن ، وأكثرهما لحما، وأبيضهما جسما، وأعظمهما ألواحا ، وكان موسى رجلا جعدا آدم طوالا، كأنه من رجال شنوءة ، " ولم يبعث الله نبيا إلا وقد كانت عليه شامة النبوة في يده اليمنى ، إلا أن يكون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن شامة النبوة كانت بين كتفيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ : كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا بنصب الكاف الأولى في كلهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش : أنه كان يجزم هذه الكافات كلها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية