الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولسليمان الريح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والحاكم وصححه ، عن ابن عباس قال : كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي، ثم يجيء أشراف الناس فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشراف الإنس ثم يدعو الطير [ ص: 331 ] فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم، فيسير مسيرة شهر في الغداة الواحدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال : بلغنا أن سليمان كان عسكره مائة فرسخ؛ خمسة وعشرون منها للإنس وخمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب، فيها ثلثمائة صريحة، وسبعمائة سرية، فأمر الريح العاصف فرفعته، فأمر الريح فسارت به، فأوحى الله إليه أني زدت في ملكك أن لا يتكلم أحد بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها، ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه، ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء، فهو مطأطئ رأسه، ما يلتفت يمينا ولا شمالا، تعظيما لله وشكرا؛ لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله، تضعه الريح حيث يشاء أن تضعه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد قال : كان لسليمان مركب من خشب [ ص: 332 ] وكان فيه ألف ركن في كل ركن ألف بيت، يركب معه فيه الجن والإنس، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب، فإذا ارتفع أتت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه، فلا يدري القوم إلا قد أظلهم معه الجيوش والجنود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن السدي في قوله : ولسليمان الريح عاصفة قال : الريح الشديدة : تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها قال : أرض الشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ولسليمان الريح الآية ، قال : ورث الله لسليمان داود فورثه نبوته وملكه وزاده على ذلك أن سخر له الريح والشياطين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر أنه قرأ : ولسليمان الريح يقول : سخرنا له الريح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ومن الشياطين من يغوصون له قال : يغوصون في الماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، والديلمي ، عن ابن مسعود قال : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحية، فقال : اعرضها علي ، فعرضها عليه : بسم الله ، [ ص: 333 ] شجة قرنية ملحة بحرى قفطى ، فقال : هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام، ولا أرى بها بأسا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن الشعبي قال : أرخ بنو إسحاق من مبعث موسى إلى ملك سليمان .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية