الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لكل أمة الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن أبي المليح قال : الأمة ما بين الأربعين إلى المائة فصاعدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والحاكم وصححه، والبيهقي في " شعب الإيمان " عن علي بن الحسين : لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال : ذبحا هم ذابحوه ، حدثني أبو رافع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين، فإذا خطب وصلى ذبح أحدهما ثم يقول : اللهم [ ص: 537 ] هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ . ثم أتى بالآخر فذبحه وقال : اللهم هذا عن محمد وآل محمد . ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما ، فمكثنا سنين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بني هاشم يضحي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : هم ناسكوه يعني هم ذابحوه : فلا ينازعنك في الأمر يعني في أمر الذبائح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة : لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبحا هم ذابحوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد : منسكا هم ناسكوه قال : إراقة دماء الهدي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة : لكل أمة جعلنا منسكا قال : ذبحا وحجا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد : فلا ينازعنك في الأمر قول أهل الشرك : أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلون، وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 538 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل : وادع إلى ربك قال : إلى دين ربك : إنك لعلى هدى قال : دين مستقيم : وإن جادلوك يعني : في الذبائح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج : وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون لنا أعمالنا ولكم أعمالكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية