الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الناس الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له قال : نزلت في صنم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس : ضعف الطالب آلهتهم : والمطلوب الذباب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 540 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : لن يخلقوا ذبابا يعني الصنم لا يخلق ذبابا : وإن يسلبهم الذباب شيئا يقول : يجعل للأصنام طعام فيقع عليه الذباب فيأكل منه، فلا يستطيع أن يستنقذه منه، ثم رجع إلى الناس والى الأصنام فقال : ضعف الطالب الذي يطلب إلى هذا الصنم الذي لا يخلق ذبابا ولا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه، وضعف المطلوب إليه ، الذي لا يخلق ذبابا ولا يستنقذ ما سلب منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن عكرمة في قوله : إن الذين تدعون من دون الله إلى قوله : لا يستنقذوه منه قال : الأصنام ، ذلك الشيء من الذباب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد - في قوله : ما قدروا الله حق قدره قال : حين يعبدون من دون الله من لا ينتصف من الذباب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد في " الزهد " والبيهقي في ( شعب الإيمان ) عن طارق بن شهاب قال : قال سلمان دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار في ذباب . قالوا : وما الذباب؟ فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال : هذا الذباب . قالوا : وكيف ذلك؟ قال : مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لهما : قربا [ ص: 541 ] لصنمنا قربانا ، قالا : لا نشرك بالله شيئا . قالوا : قربا ما شئتما ولو ذبابا . فقال أحدهما لصاحبه : ما ترى؟ قال أحدهما : لا أشرك بالله شيئا ، فقتل فدخل الجنة ، فقال الآخر بيده على وجهه فأخذ ذبابا فألقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية