الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد عن قتادة : وأنكحوا الأيامى منكم قال : قد أمركم الله - كما تسمعون - أن تنكحوهن؛ فإنه أغض لأبصارهم، وأحفظ لفروجهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحسن ، أنه قرأ : (وأنكحوا الصالحين من عبيدكم وإمائكم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «وأنكحوا الصالحين والصالحات، فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : وأنكحوا الأيامى منكم الآية . قال : أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن [ ص: 42 ] يزوجوا أحرارهم وعبيدهم، ووعدهم في ذلك الغنى فقال : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال : أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالي : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"، وعبد بن حميد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قال : ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما وعده فقال : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، معا في "المصنف"، عن عمر بن الخطاب قال : ابتغوا الغنى في الباءة . وفي لفظ : اطلبوا الفضل في الباءة . وتلا : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 43 ] وأخرج الثعلبي ، والديلمي ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «التمسوا الرزق بالنكاح» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، والدارقطني في "العلل"، والحاكم ، وابن مردويه ، والديلمي ، من طريق عروة، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «انكحوا النساء؛ فإنهن يأتينكم بالمال» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن أبي شيبة ، وأبو داود في "مراسيله"، عن عروة مرفوعا مرسلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وأحمد ، والترمذي وصححه، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم وصححه، والبيهقي في "سننه"، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة حق على الله عونهم : الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 44 ] وأخرج الخطيب في "تاريخه"، عن جابر قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الفاقة فأمره أن يتزوج .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية