الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لعلك باخع نفسك الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : لعلك باخع نفسك قال : لعلك قاتل نفسك، ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال : لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله، وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث الآية . يقول : ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه، فسيأتيهم يعني يوم القيامة، أنباء ما استهزءوا به من كتاب الله . وفي قوله : كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال : حسن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : [ ص: 239 ] فظلت أعناقهم لها خاضعين قال : العنق الجماعة من الناس . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الحارث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل :

                                                                                                                                                                                                                                      يخبرنا المخبر أن عمرا أمام القوم في عنق مخيل



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : فظلت أعناقهم لها خاضعين قال : ذليلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد قال : الخاضع الذليل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال : من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الشعبي : كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال : الناس من نبات الأرض، فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : كل شيء في "الشعراء" من قوله : [ ص: 240 ] "عزيز رحيم" فهو ما هلك ممن مضى من الأمم . يقول : عزيز حين انتقم من أعدائه، رحيم بالمؤمنين حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية