الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولو ترى إذ المجرمون الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : [ ص: 688 ] ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا قال : أبصروا حين لم ينفعهم البصر، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع . وفي قوله : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها قال : لو شاء الله لهدى الناس جميعا، ولو شاء الله أنزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين [الشعراء : 4] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير؛ يقول : يا آدم، لولا أني لعنت الكذابين وأبغض الكذب والحلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي وعصى أمري، لأملأن جهنم منهم أجمعين . ويقول : يا آدم، إني لا أدخل أحدا من ذريتك النار، ولا أعذب أحدا منهم بالنار إلا من قد علمت في سابق علمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه، لم يراجع ولم يعتب . ويقول له : يا آدم، قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان، فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة؛ حتى تعلم أني لا أدخل النار اليوم منهم إلا ظالما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا قال : تركتم أن تعملوا للقاء يومكم هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 689 ] وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك : فذوقوا بما نسيتم الآية . قال : اليوم نترككم في النار كما تركتم أمري .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : إنا نسيناكم قال : تركناكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان"، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في شأن الصلوات الخمس : إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا أي : أتوها، وسبحوا أي : صلوا بأمر ربهم، وهم لا يستكبرون عن إتيان الصلوات في الجماعات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية