الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأقسموا بالله الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي هلال أنه بلغه أن قريشا كانت تقول : لو أن الله بعث منا نبيا ما كانت أمة من الأمم أطوع لخالقها، ولا أسمع لنبيها، ولا أشد تمسكا بكتابها منا، فأنزل الله وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين [الصافات : 167، 168 ]، لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم [الأنعام : 157]، وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم ، وكانت اليهود تستفتح به على الأنصار فيقولون : إنا نجد نبيا يخرج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة في قوله : فلما جاءهم نذير قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم، ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيئ وهو الشرك، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله . أي : الشرك، فهل ينظرون إلا سنت الأولين . قال : عقوبة الأولين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : وأقسموا بالله جهد أيمانهم قال : قريش، ليكونن أهدى من إحدى الأمم . قال : أهل الكتاب، وفي قوله : ومكر السيئ قال : الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب [ ص: 309 ] القرظي قال : ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به، من مكر أو بغى أو نكث، ثم قرأ : ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم [يونس : 23]، و فمن نكث فإنما ينكث على نفسه [ الفتح : 10] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، من طريق سفيان عن أبي زكريا الكوفي، عن رجل حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إياكم ومكر السيئ فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولهم من الله طالب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : فهل ينظرون إلا سنت الأولين . قال : هل ينظرون إلا أن يصيبهم من العذاب مثل الذي أصاب الأولين من العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : وما كان الله ليعجزه قال : لن يفوته .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية