الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه والحاكم وصححه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم . ثم ذكر شيئا لا أحفظه قال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ونعيم بن حماد، والترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء . وأخرج الحاكم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينزل بأمتي في [ ص: 410 ] آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق عنهم الأرض، فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها إلا صبته، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد قال : حدثني فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا، وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي الجلد قال : تكون فتنة بعدها فتنة الأولى في الآخرة كثمرة السوط يتبعها ذباب السيف ثم تكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها المحارم كلها، ثم تأتي الخلافة خير أهل الأرض وهو قاعد في بيته هنيها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 411 ] وأخرج ابن أبي شيبة، عن عاصم بن عمرو البجلي أن أبا أمامة قال : لينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الذليل ولا يمتنع منه العزيز .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، من طريق ثابت بن عطية عن عبد الله قال : الزموا هذه الطاعة والجماعة؛ فإنه حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة إن الله لم يخلق شيئا إلا جعل له منتهى، وإن هذا الدين قد تم، وإنه صائر إلى نقصان، وإن أمارة ذلك أن تقطع الأرحام، ويؤخذ المال بغير حقه وتسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه شيء ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء فبينما هم كذلك إذ خارت الأرض خوار البقرة يحسب كل إنسان أنها خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة، لا ينفع بعد شيء منه ذهب ولا فضة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، عن عبد الله بن عمرو قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فرفع رأسه فنظر إلي فقال : ست فيكم أيتها الأمة موت نبيكم . فكأنما انتزع قلبي من مكانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واحدة قال : ويفيض [ ص: 412 ] المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى عشرة آلاف فيظل يسخطها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثنتين . قال : وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم، قال رسول صلى الله عليه وسلم : ثلاث، قال : وموت كقعاص الغنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر كقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس وفتح مدينة، قلت : يا رسول الله أي مدينة قال : قسطنطينية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد والبخاري وأبو داود، وابن ماجه عن عوف بن مالك الأشجعي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدم فقال : اعدد ستا بين يدي الساعة؛ موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا . زاد أحمد : فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها : الغوطة في مدينة يقال لها دمشق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد والطبراني عن معاذ بن جبل قال : قال [ ص: 413 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : ست من أشراط الساعة : موتي وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها، وأن تغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها : دمشق من خير مدائن الشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن أبي ثعلبة الخشني قال : إذا رأيت الشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق حتى إذا [ ص: 414 ] جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم فيقولون : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها ثم يقولون الثانية : لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة : لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ : إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون، قال الحاكم : يقال : إن هذه المدينة هي القسطنطينية صح أن فتحها مع قيام الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجه وأبو يعلى ونعيم بن حماد في الفتن والطبراني والبيهقي في البعث والضياء المقدسي في المختارة عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنين ويخرج الدجال في السابعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك قال : فتح القسطنطينية مع قيام الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا [ ص: 415 ] تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون : لا والله فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويصبح ثلث لا يفتنون أبدا فيبلغون القسطنطينية فيفتتحون فبينما هم يقتسمون غنائمهم، وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم وذاك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة صلاة الصبح فينزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن الله يقتله بيده فيريهم دمه في حربته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه والحاكم عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تذهب الدنيا حتى تقاتلوا بني الأصفر، يخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله [ ص: 416 ] ولا تأخذهم في الله لومة لائم، حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير، فينهدم حصنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط، حتى إنهم يقتسمون بالترس ثم يصرخ صارخ، يا أهل الإسلام قد خرج الدجال في بلادكم وذراريكم فينفض الناس عن المال منهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد وأبو داود والحاكم وصححه عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب حضور الملحمة، وحضور الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال . ثم ضرب معاذ على منكب عمر بن الخطاب وقال : والله إن ذلك لحق كما أنك جالس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو داود والترمذي وحسنه، وابن ماجه عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 417 ] وأخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان والحاكم وصححه عن ذي مخمر ابن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ستصالحكم الروم صلحا آمنا حتى تغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم : غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين : بل الله غلب فيتداولانها بينهم، فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد فيدقه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك حد العرب فيغدرون فيجمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري في تاريخه والبزار، وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن بشر الغنوي حدثني أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها [ ص: 418 ] ولنعم الجيش ذلك الجيش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه عن أبي قبيل قال : تذاكرنا فتح القسطنطينية والرومية أيهما تفتح أولا فدعا عبد الله بن عمر بصندوق ففتحه فأخرج منه كتابا فقال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب فقيل : أي المدينتين تفتح أولا يا رسول الله قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدينة هرقل تفتح أولا يريد القسطنطينية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وأقناء معلقة، وقنو منها حشف ومعه عصا فطعن بالعصا في القنو وقال : لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي، قلنا : الله ورسوله أعلم قال : أتدرون ما العوافي؟ قالوا : لا، قال : الطير والسباع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة مرفوعا : لتتركن المدينة على خير ما [ ص: 419 ] كانت تأكلها الطير والسباع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن محجن بن الأدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وصعدت معه فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال لها قولا، ثم قال : ويل أمك أو ويح أمها قرية، يدعها أهلها أينع ما تكون يأكلها عافية الطير والسباع ولا يدخلها الدجال إن شاء الله، كلما أراد دخولها تلقاه : بكل نقب من نقابها ملك مصلت يمنعه عنها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن واثلة بن الأسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب، والدجال، ونزول يأجوج ومأجوج، والدابة وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو يعلى والروياني، وابن قانع والحاكم وصححه عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ريحا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح [ ص: 420 ] كل مؤمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والطبراني والحاكم وصححه عن عياش بن أبي ربيعة : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : تجيء ريح بين يدي الساعة تقبض فيها روح كل مؤمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ويبعث الله ريحا طيبة فتتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك . فقال [ ص: 421 ] عبد الله بن عمرو : أجل ويبعث الله ريحا ريحها المسك ومسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال : لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر يتناكحون في الطرق، فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل الأرض فأقام الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون الذي أنجو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم عن أبي بن كعب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله، قال : فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمرو قال : تخرج معادن مختلفة [ ص: 422 ] معدن منها قريب من الحجاز يأتيه شرار الناس، يقال له : فرعون . فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن ماجه والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبغوي، وابن قانع والطبراني وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن صحار العبدي، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من العرب فيقال : من بقي من بني فلان؟

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : ليخسفن بالدار إلى جنب الدار، وبالدار إلى جنب الدار حيث تكون المظالم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 423 ] وأخرج ابن سعد عن أبي عاصم الغطفاني قال : كان حذيفة لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه فقيل له : يوشك أن تحدثنا أنه سيكون فينا مسخ قال : نعم ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن فرقد السبخي قال : قرأت في التوراة التي جاء بها جبريل إلى موسى عليه السلام : ليكونن مسخ وقذف وخسف في أمة محمد في أهل القبلة، قيل : يا أبا يعقوب : ما أعمالهم؟ قال : باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف ولباسهم الحرير والذهب، ولئن بقيت حتى ترى أعمالا ثلاثة فاستيقن واستعد واحذر، قيل : ما هي؟ قال : تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ورغبت العرب في آنية العجم فعند ذلك، ثم قال : والله ليقذفن رجال من السماء بالحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل وليخسفن بقوم كما خسف بقارون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد قال : ليأتين على الناس زمان يجتمعون فيه على باب رجل منهم ينتظرون أن يخرج إليهم فيطلبون إليه الحاجة فيخرج إليهم وقد مسخ قردا أو خنزيرا وليمرن الرجل على الرجل في حانوته [ ص: 424 ] يبيع فيرجع عليه وقد مسخ قردا أو خنزيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي الزاهرية قال : لا تقوم الساعة حتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه فيمسخ أحدهما قردا أو خنزيرا فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمشي إلى شأنه ذلك حتى يقضي شهوته، وحتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه فيخسف بأحدهما فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك حتى يقضي شهوته منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن غنم قال : يوشك أن تقعد أمتان على ثفال رحى فتطحنان فتمسخ إحداهما والأخرى تنظر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن غنم قال : سيكون حيان متجاوران فيشق بينهما نهر فيسقيان منه قبسهم واحد يقتبس بعضهم من بعض فيصبحان يوما من الأيام قد خسف بأحدهما والآخر حي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 425 ] وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال : بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنازير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة أنه قال : لتعملن عمل بني إسرائيل فلا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله، فقال رجل : يكون منا قردة وخنازير قال : وما يبرئك من ذلك لا أم لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، عن حذيفة قال : كيف أنتم إذا أتاكم زمان يخرج أحدكم من حجلته إلى حشه فيرجع وقد مسخ قردا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، والبخاري، وابن مردويه، عن أنس أن عبد الله بن سلام قال يا رسول الله : ما أول أشراط الساعة قال : نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 426 ] وأخرج الدارقطني في الأفراد والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد والترمذي وقال : حسن صحيح عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال : عليكم بالشام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية