الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا تنابزوا بالألقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر ، والبغوي في معجمه، وابن حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني ، وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي جبيرة بن الضحاك قال : فينا نزلت في بني سلمة ولا تنابزوا بالألقاب قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء [ ص: 563 ] قالوا : يا رسول الله إنه يكرهه، فنزلت : ولا تنابزوا بالألقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ولا تنابزوا بالألقاب قال : كان الحي من الأنصار قل رجل منهم إلا وله اسمان أو ثلاثة فربما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل منهم ببعض تلك الأسماء فيقال : يا رسول الله إنه يكره هذا الاسم فنزلت : ولا تنابزوا بالألقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن عطاء ولا تنابزوا بالألقاب قال : أن تسميه بغير اسم الإسلام يا خنزير يا كلب يا حمار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولا تنابزوا بالألقاب قال : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب منها وراجع الحق، فنهى الله أن يعير بما سلف من عمله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم ، عن ابن مسعود ولا تنابزوا بالألقاب قال : أن يقول إذا كان الرجل يهوديا فأسلم : يا يهودي يا نصراني يا مجوسي ويقول للرجل المسلم : يا فاسق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 564 ] وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في الآية قال : كان اليهودي يسلم فيقال له : يا يهودي فنهوا عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن قتادة : ولا تنابزوا بالألقاب قال : لا تقل لأخيك المسلم : يا فاسق يا منافق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن عكرمة ولا تنابزوا بالألقاب قال : هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن أبي العالية في الآية قال : هو قول الرجل لصاحبه يا فاسق يا منافق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد ولا تنابزوا بالألقاب قال : يدعى الرجل بالكفر وهو مسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان قال : أن يقول الرجل لأخيه يا فاسق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي : بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان قال : الرجل يكون على دين من هذه الأديان فيسلم فتدعوه بدينه الأول : يا يهودي يا نصراني .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قال [ ص: 565 ] لأخيه : كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية