الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 609 ] سورة ق .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه، والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة "ق" بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : نزل المفصل بمكة، فمكثنا حججا نقرؤه لا ينزل غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي داود، وابن عساكر عن عثمان بن عفان أنها لما ضربت يده قال : والله إنها لأول يد خطت المفصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والطبراني ، وابن جرير والبيهقي في "شعب الإيمان" عن واثلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر ، والطبراني ، والبيهقي في "الشعب"، [ ص: 610 ] عن ابن مسعود قال : إن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن المفصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبو داود، وابن ماجه عن أوس بن حذيفة قال : قدمنا في وفد ثقيف، فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن؟ قالوا : ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "السنن" عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، في "المصنف" ومسلم، عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر : ق والقرآن المجيد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور واللفظ له، ومسلم، وابن ماجه، عن قطبة بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر في الركعة الأولى : ق والقرآن المجيد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 611 ] وأخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن أبي واقد الليثي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد بـ "ق"، واقتربت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ومسلم، وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي، وابن ماجه والبيهقي عن أم هشام ابنة حارثة قالت : ما أخذت : ق والقرآن المجيد إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ بها في كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن أم صبية خولة بنت قيس الجهنية قالت : كنت أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وأنا في مؤخر النساء، وأسمع قراءته : [ ص: 612 ] ق والقرآن المجيد على المنبر وأنا في مؤخر المسجد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر، أنه قرأ في الأربع قبل الظهر بـ "ق" . وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا "عم يتساءلون"، وتعلموا "ق والقرآن المجيد" وتعلموا "والنجم إذا هوى"، "والسماء ذات البروج"، "والسماء والطارق" .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ق الآية . أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : ق قال : هو اسم من أسماء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له : ق السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات، ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له : [ ص: 613 ] ق السماء الثانية مترفرفة عليه . حتى عد سبع أرضين، وسبعة أبحر، وسبعة أجبل، وسبع سماوات، قال : وذلك قوله : والبحر يمده من بعده سبعة أبحر [لقمان : 27] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، والحاكم وابن مردويه عن عبد الله بن بريدة في قوله : ق قال : جبل من زمرد محيط بالدنيا، عليه كنفا السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في "العقوبات" وأبو الشيخ في "العظمة" عن ابن عباس قال : خلق الله جبلا يقال له ق محيط بالعالم، وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل، فحرك ذلك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، عن مجاهد قال : ق جبل محيط بالأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، عن قتادة : ق اسم من أسماء القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 614 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية