الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحسن : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قال : كان يؤتيهم الغنائم، وينهاهم عن الغلول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن الحسن في قوله : وما آتاكم الرسول فخذوه قال : من الفيء، وما نهاكم عنه فانتهوا قال : من الفيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج : وما آتاكم الرسول من طاعتي وأمري، فخذوه ، وما نهاكم عنه من معصيتي فانتهوا

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال : ألم يقل الله : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ؟ قالوا : بلى، قال : ألم يقل الله : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم [الأحزاب : 36] الآية؟ قال : فإني أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 366 ] وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير ، أنه سمع ابن عمر، وابن عباس يشهدان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن علقمة قال : قال عبد الله بن مسعود : لعن الله الواشمات، والمتوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها : أم يعقوب، فجاءت إليه فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، قال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله؟! قالت : لقد قرأت ما بين الدفتين فما وجدت فيه شيئا من هذا! قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه؛ أما قرأت : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ؟ قالت : بلى، قال : فإنه قد نهى عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية