الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فلا اقتحم العقبة الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله : فلا اقتحم العقبة قال : جبل زلال في جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 445 ] وأخرج ابن جرير عن الحسن مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : العقبة النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة قال : النار عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن أبي رجاء قال : بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس فلا اقتحم العقبة قال : عقبة بين الجنة والنار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح فلا اقتحم العقبة قال : عقبة بين الجنة والنار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : العقبة سبعون درجة في جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فلا اقتحم العقبة قال : ألا سلك [ ص: 446 ] الطريق التي فيها النجاة والخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن فلا اقتحم العقبة قال : جهنم وما أدراك ما العقبة قال : ذكر لنا أنه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة إلا كانت فداءه من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة : وما أدراك ما العقبة ثم أخبر عن اقتحامها فقال : فك رقبة . ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا قال : أكثرها ثمنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي في شعب الإيمان وابن مردويه عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أمامكم عقبة كئودا لا يجوزها المثقلون فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن عائشة قالت : لما نزلت فلا اقتحم العقبة قيل يا رسول الله : ما عند أحدنا ما يعتق إلا أن عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء عليه فلو أمرناهن بالزنا [ ص: 447 ] فزنين فجئن

                                                                                                                                                                                                                                      بالأولاد فاعتقناهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عائشة أنه بلغها قول أبي هريرة : علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من عتق ولد زنية فقالت عائشة : يرحم الله أبا هريرة إنما كان هذا أن الله لما أنزل فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة قال : بعض المسلمين يا رسول الله : إنه ليس لنا رقبة نعتقها وإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لا بد له منها فنأمرهن أن يبغين فإذا بغين فولدن أعتقنا أولادهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق رقبة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظما من عظامه من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 448 ] وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة والطبراني عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضوا منه من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال : قلت يا نبي الله : أي الرقاب أفضل قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم، والترمذي، وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى الفرج بالفرج .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن حبان، وابن مردويه والبيهقي عن البراء أن أعرابيا قال : يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال : أعتق النسمة وفك [ ص: 449 ] الرقبة، قال : أوليستا بواحدة؟ قال : لا إن عتق النسمة أن تفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : في يوم ذي مسغبة قال : مجاعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد في يوم ذي مسغبة قال : جوع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن إبراهيم في يوم ذي مسغبة قال : يوم فيه الطعام عزيز .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبي رجاء العطاردي أنهما قرآ : أو [ ص: 450 ] أطعم في يوم ذا مسغبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري عن الحسن ، أنه قرأ : أو إطعام في يوم ذا مسغبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي، عن جابر مرفوعا : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ذا مقربة ذا قرابة وفي قوله : ذا متربة يعني بعيد التربة أي غريبا من وطنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : أو مسكينا ذا متربة قال : هو المطروح الذي ليس له بيت وفي لفظ [ ص: 451 ] للحاكم : هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس أو مسكينا ذا متربة يقول : شديد الحاجة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أو مسكينا ذا متربة يقول : مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله : ذا متربة قال : ذا جهد وحاجة، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      تربت يداك ثم قل نوالها وترفعت عنك السماء سجالها



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مسكينا ذا متربة [ ص: 452 ] قال : الذي مأواه المزابل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ذا متربة قال : كنا نحدث أن الترب ذو العيال الذي لا شيء له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك : ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن حسان في قوله : وتواصوا بالصبر قال : على ما افترض الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس وتواصوا بالمرحمة يعني بذلك رحمة الناس كلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : مؤصدة قال : مغلقة الأبواب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة مؤصدة قال : مطبقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير من طرق عن ابن [ ص: 453 ] عباس مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله مؤصدة قال : مطبقة، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم أما سمعت قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      تحن إلى أجبال مكة ناقتي     ومن دوننا أبواب صنعاء مؤصدة .



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد مؤصدة قال : هي بلغة قريش أصد الباب أغلقه

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية