الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن ماجه، وابن أبي الدنيا في " صفة الجنة " والبزار، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وابن أبي داود، والبيهقي كلاهما في " البعث "، وأبو الشيخ في " العظمة "، وابن مردويه ، عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا هل مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة خضرة حبرة، ونعمة في محلة عالية بهية . قالوا : نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها . قال : قولوا إن [ ص: 196 ] شاء الله . قال القوم : إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وعبد بن حميد في " مسنده "، والترمذي ، وابن حبان في " صحيحه "، والبيهقي في " البعث " عن أبي هريرة قال : قلنا : يا رسول الله، حدثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وملاطها المسك، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم لا ييأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا، والطبراني ، وابن مردويه عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة كيف هي؟ قال : من يدخل الجنة يحيا لا يموت، وينعم لا ييأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، قيل : يا رسول الله كيف بناؤها؟ قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها مسك أذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 197 ] وأخرج البزار، والبيهقي في “ البعث “ عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة ورضراضها اللؤلؤ، ترابها زعفران، وطينها مسك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك في “ الزهد “، وابن أبي الدنيا في “ صفة الجنة “ عن أبي هريرة قال : حائط الجنة لبنة ذهب ولبنة فضة ودرجها اللؤلؤ والياقوت، ورضراضها اللؤلؤ وترابها الزعفران .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أرض الجنة بيضاء، عرصتها صخور الكافور، وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل، [ ص: 198 ] فيها أنهار مطردة، فيجتمع فيها أهل الجنة أولهم وآخرهم فيتعارفون، فيبعث الله ريح الرحمة، فتهيج عليهم المسك، فيرجع الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا وطيبا، فتقول : لقد خرجت من عندي وأنا بك معجبة، وأنا بك الآن أشد إعجابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن جبير قال : أرض الجنة فضة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في “ البعث “ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ثم شقق فيها الأنهار، وغرس فيها الأشجار، فلما نظرت الملائكة إلى حسنها وزهرتها قالت : طوباك منازل الملوك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله ابن صائد عن تربة الجنة، فقال : درمكة بيضاء، مسك خالص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في " صفة الجنة "، وأبو الشيخ في “ العظمة “ عن [ ص: 199 ] أبي زميل، أنه سأل ابن عباس ما أرض الجنة؟ قال : مرمرة بيضاء من فضة، كأنها مرآة . قال : ما نورها؟ قال : ما رأيت الساعة التي يكون فيها طلوع الشمس؟ فذلك نورها، إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير . قال : فما أنهارها؟ أفي أخدود؟ قال : لا ولكنها تفيض على وجه الأرض، لا تفيض ههنا ولا ههنا . قال : فما حللها؟ قال : فيها الشجر، فيها ثمر كأنه الرمان، فإذا أراد ولي الله منها كسوة انحدرت إليه من أغصانها، فانفلقت له من سبعين حلة ألوانا بعد ألوان، ثم تستطبق فترجع كما كانت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها فقال لها : تكلمي . فقالت : قد أفلح المؤمنون . قال : وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 200 ] وأخرج البزار عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله خلق الجنة بيضاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري ، ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد بن السري في “ الزهد “، وابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي، وابن أبي الدنيا عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 201 ] قال : لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنه اطلع، فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري عن أنس قال : أصيب حارثة يوم بدر، فجاءت أمه فقالت : يا رسول الله قد علمت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة صبرت، وإن يكن غير ذلك ترى ما أصنع . فقال : إنها ليست بجنة واحدة، إنها جنان كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة، [ ص: 202 ] جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة ليزدادون جمالا وحسنا، كما يزدادون في الدنيا قباحة وهرما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية