الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      - أخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، قال : ما ظهر : العرية، وما بطن الزنى كانوا يطوفون بالبيت عراة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا أحد أغير من الله ، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري، ومسلم ، وابن مردويه ، عن المغيرة بن [ ص: 377 ] شعبة قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "أتعجبون من غيرة سعد ، فوالله لأنا أغير من سعد، والله أغير مني ، ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا شخص أغير من الله" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، أما تغار؟ قال : "والله إني لأغار، والله أغير مني ، ومن غيرته نهى عن الفواحش ؛ ما ظهر منها وما بطن" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن . قال : ما ظهر منها الاغتسال بغير سترة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، عن يحيى بن أبي كثير أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أصبت حدا ، أقمه علي . فجلده ثم صعد المنبر ، والغضب يعرف في وجهه ، فقال : "أيها الناس ، إن الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فمن أصاب منها شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئا نقمه عليه" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني غيور ، وإن إبراهيم كان غيورا ، وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب" [ ص: 378 ] وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : والإثم ، قال : المعصية والبغي ، قال : أن تبغي على الناس بغير حق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية