الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف جاز الفصل بين لولا وقلتم ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : للظروف شأن وهو تنزلها من الأشياء منزلة أنفسها ؛ لوقوعها فيها ، وأنها لا تنفك عنها ؛ فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : فأي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلا ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : الفائدة فيه : بيان أنه كان الواجب عليهم أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به ، فلما كان ذكر الوقت أهم وجب التقديم .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : فما معنى يكون ، والكلام بدونه متلئب لو قيل : ما لنا أن نتكلم بهذا ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : معناه معنى : ينبغي ، ويصح ، أي : ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا ، وما يصح لنا ؛ ونحوه : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ، و "سبحانك " : للتعجب من عظم الأمر .

                                                                                                                                                                                                [ ص: 277 ] فإن قلت : ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : الأصل في ذلك : أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه ، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه ، أو لتنزيه الله -تعالى- من أن تكون حرمة نبيه -عليه السلام- فاجرة .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط ، ولم يجز أن تكون فاجرة ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : لأن الأنبياء مبعوثون إلى الكفار ليدعوهم ويستعطفوهم ، فيجب ألا يكون معهم ما ينفرهم عنهم ، ولم يكن الكفر عندهم مما ينفر ، وأما الكشخنة فمن أعظم المنفرات .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية