الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين فاتقوا الله وأطيعون

                                                                                                                                                                                                القوم : مؤنثة ، وتصغيرها قويمة . ونظير قوله : "المرسلين" والمراد نوح عليه السلام : قولك : فلان يركب الدواب ويلبس البرود ، وما له إلا دابة وبرد . قيل : أخوهم ؛ لأنه كان منهم ، من قول العرب : يا أخا بني تميم ، يريدون : يا واحدا منهم ، ومنه بيت الحماسة [من البسيط ] :

                                                                                                                                                                                                لا

                                                                                                                                                                                                يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا



                                                                                                                                                                                                كان أمينا فيهم مشهورا بالأمانة ، كمحمد صلى الله عليه وسلم في قريش "وأطيعون" في نصحي لكم وفيما أدعوكم إليه من الحق " عليه" على هذا الأمر ، وعلى ما أنا فيه ، يعني : دعاءه ونصحه ومعنى فاتقوا الله وأطيعون : فاتقوا الله في طاعتي ، وكرره ليؤكده عليهم [ ص: 404 ] ويقرره في نفوسهم ، مع تعليق كل واحدة منهما بعلة ، جعل علة الأول كونه أمينا فيما بينهم ، وفي الثاني حسم طمعه عنهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية