الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون

                                                                                                                                                                                                الكلمة : قوله : إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون وإنما سماها كلمة وهي كلمات عدة ; لأنها لما انتظمت في معنى واحد كانت في حكم مفردة . وقرئ : (كلماتنا ) والمراد الموعد بعلوهم على عدوهم في مقاوم الحجاج وملاحم القتال في الدنيا ، وعلوهم عليهم في الآخرة ، كما قال : والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة [البقرة : 212 ] ولا يلزم انهزامهم في بعض المشاهد ، وما جرى عليهم من القتل فإن الغلبة كانت لهم ولمن بعدهم في العاقبة ، وكفى بمشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مثلا يحتذى عليها وعبرا يعتبر بها . وعن الحسن رحمه الله : ما غلب نبي في حرب ولا قتل فيها ، ولأن قاعدة أمرهم وأساسه والغالب منه : الظفر والنصرة -وإن وقع في تضاعيف ذلك شوب من الابتلاء والمحنة - والحكم للغالب . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : إن لم ينصروا في الدنيا نصروا في الآخرة ، وفى قراءة ابن مسعود : (على عبادنا ) ، على تضمين سبقت معنى حقت .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية