الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون

                                                                                                                                                                                                "كذلك" الأمر، أي: مثل ذلك، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتسميته ساحرا ومجنونا، ثم فسر ما أجمل بقوله: "ما أتى" ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة بأتى; لأن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ولو قيل: لم يأت، لكان صحيحا، على معنى: مثل ذلك الإتيان لم يأت من قبلهم رسول إلا قالوا: أتواصوا به الضمير للقول، يعنى: أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعا متفقين عليه بل هم قوم طاغون أي: لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد، بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان، والطغيان هو الحامل عليه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية