الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد

                                                                                                                                                                                                البطش: الأخذ بالعنف; فإذا وصف بالشدة فقد تضاعف وتفاقم: وهو بطشه بالجبابرة والظلمة، وأخذهم بالعذاب والانتقام إنه هو يبدئ ويعيد أي: يبدئ البطش ويعيده. يعني: يبطش بهم في الدنيا وفي الآخرة. أو دل باقتداره على الإبداء والإعادة على شدة بطشه وأوعد الكفرة بأنه يعيدهم كما أبدأهم ليبطش بهم إذ لم يشكروا نعمة الإبداء وكذبوا بالإعادة. وقرئ: يبدأ.

                                                                                                                                                                                                "الودود": الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود: من إعطائهم ما أرادوا. وقرئ: ذي العرش صفة لربك وقرئ: المجيد بالجر صفة للعرش. ومجد الله عظمته، ومجد العرش: علوه وعظمته.

                                                                                                                                                                                                فعال خبر مبتدأ محذوف. وإنما قيل: فعال; لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية