الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 349 ] وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون

                                                                                                                                                                                                وأنذر به : الضمير راجع إلى قوله : ما يوحى إلي و الذين يخافون أن يحشروا إما قوم داخلون في الإسلام ، مقرون بالبعث ، إلا أنهم مفرطون في العمل ، فينذرهم بما يوحى إليه لعلهم يتقون أي : يدخلون في زمرة المتقين من المسلمين .

                                                                                                                                                                                                وإما أهل الكتاب لأنهم مقرون بالبعث .

                                                                                                                                                                                                وإما ناس من المشركين علم من حالهم أنهم يخافون إذا سمعوا بحديث البعث أن يكون حقا فيهلكوا ، فهم ممن يرجى أن ينجع فيهم الإنذار ; دون المتمردين منهم ، فأمر أن ينذر هؤلاء .

                                                                                                                                                                                                وقوله : ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع : في موضع الحال من يحشروا ، بمعنى : يخافون أن يحشروا غير منصورين ، ولا مشفوعا لهم ، ولا بد من هذه الحال ; لأن كلا محشور ، فالمخوف إنما هو الحشر على هذه الحال .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية