الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا

                                                                                                                                                                                                                                        ( وجعلني مباركا ) نفاعا معلما للخير ، والتعبير بلفظ الماضي إما باعتبار ما سبق في قضائه ، أو بجعل المحقق وقوعه كالواقع وقيل أكمل الله عقله واستنبأه طفلا . ( أين ما كنت ) حيث كنت . ( وأوصاني ) وأمرني . ( بالصلاة والزكاة ) زكاة المال إن ملكته أو تطهير النفس عن الرذائل . ( ما دمت حيا ) .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وبرا بوالدتي ) وبارا بها عطف على ( مباركا ) ، وقرئ بالكسر على أنه مصدر وصف به أو منصوب بفعل دل عليه أوصاني ، أي وكلفني برا ويؤيده القراءة بالكسر والجر عطفا على ( بالصلاة ) . ( ولم يجعلني جبارا شقيا ) عند الله من فرط تكبره .

                                                                                                                                                                                                                                        ( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) كما هو على يحيى والتعريف للعهد والأظهر أنه للجنس والتعريض باللعن على أعدائه ، فإنه لما جعل جنس السلام على نفسه عرض بأن ضده عليهم كقوله تعالى : ( والسلام على من اتبع الهدى ) فإنه تعريض بأن العذاب على من كذب وتولى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية