الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا

                                                                                                                                                                                                                                        ( وإن منكم ) وما منكم التفات إلى الإنسان ويؤيده أنه قرئ «وإن منهم » . ( إلا واردها ) إلا واصلها وحاضر دونها يمر بها المؤمنون وهي خامدة وتنهار بغيرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        وعن جابر رضي الله عنه أنه عليه السلام سئل عنه فقال : «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض : أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار ، فيقال لهم : قد وردتموها وهي خامدة » .

                                                                                                                                                                                                                                        وأما قوله تعالى : ( أولئك عنها مبعدون ) فالمراد عن عذابها . وقيل ورودها الجواز على الصراط فإنه ممدود عليها . ( كان على ربك حتما مقضيا ) كان ورودهم واجبا أوجبه الله على نفسه وقضى به بأن وعد به وعدا لا يمكن خلفه . وقيل أقسم عليه .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ثم ننجي الذين اتقوا ) فيساقون إلى الجنة وقرأ الكسائي ويعقوب ( ننجي ) بالتخفيف ، وقرئ ثم بفتح الثاء أي هناك . ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) منهارا بهم كما كانوا ، وهو دليل على أن المراد بالورود الجثو حواليها وإن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد تجاثيهم ، وتبقى الفجرة فيها منهارا بهم على هيئاتهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية