الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                        ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) لا تخفى عليه خافية مما قدموا وأخروا ، وهو كالعلة لما قبله والتمهيد لما بعده فإنهم لإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ويراقبون أحوالهم . ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) أن يشفع له مهابة منه . ( وهم من خشيته ) عظمته ومهابته . ( مشفقون ) مرتعدون ، وأصل الخشية خوف مع تعظيم [ ص: 50 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ولذلك خص بها العلماء . ( والإشفاق ) خوف مع اعتناء فإن عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر وإن عدي بعلى فبالعكس .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومن يقل منهم ) من الملائكة أو من الخلائق . ( إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ) يريد به نفي النبوة وادعاء ذلك عن الملائكة وتهديد المشركين بتهديد مدعي الربوبية . ( كذلك نجزي الظالمين ) من ظلم بالإشراك وادعاء الربوبية .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية