الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومكروا مكرا ) بهذه المواضعة . ( ومكرنا مكرا ) بأن جعلناها سببا لإهلاكهم . ( وهم لا يشعرون ) بذلك ، روي أنه كان لصالح في الحجر مسجد في شعب يصلي فيه فقالوا : زعم أنه يفرغ منا إلى ثلاث فنفرغ منه ومن أهله قبل الثلاث ، فذهبوا إلى الشعب ليقتلوه ، فوقع عليهم صخرة حيالهم فطبقت عليهم فم الشعب فهلكوا ثمة وهلك الباقون في أماكنهم بالصيحة كما أشار إليه قوله :

                                                                                                                                                                                                                                        ( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ) و ( كان ) إن جعلت ناقصة فخبرها ( كيف ) و ( أنا دمرناهم ) استئناف أو خبر محذوف لا خبر ( كان ) لعدم العائد ، وإن جعلتها تامة فـ ( كيف ) حال . وقرأ الكوفيون ويعقوب ( أنا دمرناهم ) بالفتح على أنه خبر محذوف أو بدل من اسم ( كان ) أو خبر له و ( كيف ) حال .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية