الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين

                                                                                                                                                                                                                                        ( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ) إذ الأمر فيه كله له لأن الدار دار جزاء وهو المجازي وحده . ( ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون ) عطف على ( لا يملك ) مبين للمقصود من تمهيده .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا ) يعنون محمدا عليه الصلاة والسلام . ( إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم ) فيستتبعكم بما يستبدعه . ( وقالوا ما هذا ) يعنون القرآن . ( إلا إفك ) لعدم مطابقة ما فيه الواقع . ( مفترى ) بإضافته إلى الله سبحانه وتعالى . ( وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم ) لأمر النبوة أو للإسلام أو للقرآن ، والأول باعتبار معناه وهذا باعتبار لفظه وإعجازه . ( إن هذا إلا سحر مبين ) ظاهر سحريته ، وفي تكرير الفعل والتصريح بذكر الكفرة وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه ، وما في ( لما ) من المبادهة إلى البت بهذا القول إنكار عظيم له وتعجيب بليغ منه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية