الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين

                                                                                                                                                                                                                                        إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إن شأنه الغريب كشأن آدم عليه الصلاة والسلام. خلقه من تراب جملة مفسرة للتمثيل مبينة لما به الشبه، وهو أنه خلق بلا أب كما خلق آدم من التراب بلا أب وأم، شبه حاله بما هو أغرب منه إفحاما للخصم وقطعا لمواد الشبهة والمعنى خلق قالبه من التراب. ثم قال له كن أي أنشأه بشرا كقوله تعالى: ثم أنشأناه خلقا آخر أو قدر تكوينه من التراب ثم كونه، ويجوز أن يكون ثم لتراخي الخبر لا المخبر. فيكون حكاية حال ماضية.

                                                                                                                                                                                                                                        الحق من ربك خبر محذوف أي هو الحق، وقيل الحق مبتدأ ومن ربك خبره أي الحق المذكور من الله تعالى. فلا تكن من الممترين خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على طريقة التهييج لزيادة الثبات أو لكل سامع.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية