الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 14 ] ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا إنما قالوه تبجحا بحالهم وشماتة بأصحاب النار وتحسيرا لهم ، وإنما لم يقل ما وعدكم كما قال ما وعدنا لأن ما ساءهم من الموعود لم يكن بأسره مخصوصا وعده بهم ، كالبعث والحساب ونعيم أهل الجنة . قالوا نعم وقرأ الكسائي بكسر العين وهما لغتان . فأذن مؤذن قيل هو صاحب الصور . بينهم بين الفريقين .

                                                                                                                                                                                                                                        أن لعنة الله على الظالمين وقرأ ابن كثير في رواية للبزي وابن عامر وحمزة والكسائي أن لعنة الله بالتشديد والنصب . وقرئ « إن » بالكسر على إرادة القول أو إجراء أذن مجرى قال .

                                                                                                                                                                                                                                        الذين يصدون عن سبيل الله صفة للظالمين مقررة ، أو ذم مرفوع أو منصوب . ويبغونها عوجا زيغا وميلا عما هو عليه ، والعوج بالكسر في المعاني والأعيان ما لم تكن منتصبة ، وبالفتح ما كان في المنتصبة ، كالحائط والرمح . وهم بالآخرة كافرون .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية