الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون

                                                                                                                                                                                                                                      17 - ما كان للمشركين ما صح لهم، وما استقام أن يعمروا مساجد الله (مسجد الله) مكي، وبصري. يعني: المسجد الحرام، وإنما جمع في القراءة بالجمع; لأنه قبلة المساجد، وإمامها، فعامره كعامر جميع المساجد، ولأن كل بقعة منه مسجد، أو أريد جنس المساجد، وإذا لم يصلحوا; لأن يعمروا جنسها دخل تحت ذلك ألا يعمروا المسجد الحرام، الذي هو صدر الجنس، وهو آكد; إذ طريقه طريق الكناية، كما تقول: فلان لا يقرأ كتب الله، فإنه أنفى لقراءته القرآن من تصريحك بذلك شاهدين على أنفسهم بالكفر باعترافهم بعبادة الأصنام، وهو حال من الواو في "يعمروا". والمعنى: ما استقام لهم أن يجمعوا بين أمرين متضادين عمارة متعبدات الله، مع الكفر بالله وبعبادته أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون دائمون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية