الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا [ ص: 702 ] ما ينفقون

                                                                                                                                                                                                                                      92 - ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم لتعطيهم الحمولة قلت حال من الكاف في "أتوك"، و "قد" قبله مضمرة، أي: إذا ما أتوك قائلا لا أجد ما أحملكم عليه تولوا هو جواب إذا وأعينهم تفيض من الدمع أي: تسيل، كقولك: تفيض دمعا، وهو أبلغ من تفيض دمعها; لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض، و "من" للبيان، كقولك: أفديك من رجل، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز، ويجوز أن يكون "قلت لا أجد" استئنافا كأنه قيل: إذا ما أتوك لتحملهم تولوا، فقيل: ما لهم تولوا باكين، فقيل: قلت لا أجد ما أحملكم عليه إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء، كالاعتراض حزنا مفعول له ألا يجدوا ما ينفقون لئلا يجدوا ما ينفقون، ومحله نصب على أنه مفعول له، وناصبة حزنا، والمستحملون أبو موسى الأشعري، وأصحابه أو البكاءون، وهم ستة نفر من الأنصار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية