الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين

                                                                                                                                                                                                                                      11 - وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ؛ تفرقوا عنك إليها؛ وتقديره: "وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها؛ أو لهوا انفضوا إليه"؛ فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه؛ وإنما خص التجارة لأنها كانت أهم عندهم؛ روي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء؛ فقدم دحية بن خليفة بتجارة [ ص: 483 ] من زيت الشام؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة؛ فقاموا إليه؛ فما بقي معه إلا ثمانية؛ أو اثنا عشر؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعا لأضرم الله عليهم نارا"؛ وكانوا إذا أقبلت العير استقبلوها بالطبل؛ والتصفيق؛ فهو المراد باللهو؛ وتركوك ؛ على المنبر؛ قائما ؛ تخطب؛ وفيه دليل على أن الخطيب ينبغي أن يخطب قائما؛ قل ما عند الله ؛ من ثواب؛ خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ؛ أي: لا يفوتهم رزق الله بترك البيع؛ فهو خير الرازقين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية