الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      38 - قال ادخلوا أي: يقول الله تعالى يوم القيامة لهؤلاء الكفار: ادخلوا في أمم في موضع الحال، أي: كائنين في جملة أمم مصاحبين لهم قد خلت مضت من قبلكم من الجن والإنس من كفار الجن والإنس في النار متعلق بـ "ادخلوا" كلما دخلت أمة النار لعنت أختها شكلها في الدين، أي: التي ضلت بالاقتداء بها حتى إذا اداركوا فيها أصله: تداركوا، أي: تلاحقوا واجتمعوا في النار، فأبدلت التاء دالا، وسكنت للإدغام، ثم أدخلت همزة الوصل جميعا حال قالت أخراهم منزلة، وهي الأتباع، والسفلة لأولاهم منزلة، وهي القادة، والرءوس، ومعنى: "لأولاهم" لأجل أولاهم; لأن خطابهم مع الله لا معهم ربنا يا ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا مضاعفا من النار قال لكل ضعف للقادة بالغواية، والإغواء، وللأتباع بالكفر، والاقتداء. ولكن لا تعلمون ما لكل فريق منكم من العذاب. (لا يعلمون) أبو بكر، أي: لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية