الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم

                                                                                                                                                                                                                                      إذ يقول المنافقون منصوب بـ(زين)، أو بـ"نكص" أو بشديد العقاب والذين في قلوبهم مرض أي: الذين لم تطمئن قلوبهم بالإيمان بعد، وبقي فيها نوع شبهة، وقيل: هم المشركون، وقيل: هم المنافقون في المدينة ، والعطف لتغاير الوصفين كما في قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      يا لهف زيابة للحارث الـ صابح فالغانم فالآيب



                                                                                                                                                                                                                                      غر هؤلاء يعنون المؤمنين دينهم حتى تعرضوا لما لا طاقة لهم به، فخرجوا وهم ثلاثمائة وبضعة عشر إلى زهاء ألف ومن يتوكل على الله جواب لهم من جهته تعالى ورد لمقالتهم فإن الله عزيز غالب لا يذل من توكل [ ص: 27 ] عليه واستجار به، وإن قل حكيم يفعل بحكمته البالغة ما تستبعده العقول، وتحار في فهمه ألباب الفحول، وجواب الشرط محذوف لدلالة المذكور عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية