الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون

                                                                                                                                                                                                                                      ومنهم من يلمزك بكسر الميم، وقرئ بضمها، أي: يعيبك سرا، وقرئ (يلمزك) و(يلامزك) مبالغة في الصدقات أي: في شأنها وقسمتها فإن أعطوا منها بيان لفساد لمزهم، وأنه لا منشأ له سوى حرصهم على حطام الدنيا، أي: إن أعطوا منها قدر ما يريدون رضوا بما وقع من القسمة واستحسنوها وإن لم يعطوا منها ذلك المقدار إذا هم يسخطون أي: يفاجئون السخط، وإذا نائب مناب فاء الجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قيل: نزلت الآية في أبي الجواحظ المنافق، حيث قال: ألا ترون إلى صاحبكم يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم، ويزعم أنه يعدل، وقيل: في ابن ذي الخويصرة، واسمه: حرقوص بن زهير التميمي رأس الخوارج، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم غنائم حنين، فاستعطف قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "ويلك! إن لم أعدل فمن يعدل"، وقيل هم المؤلفة قلوبهم، والأول هو الأظهر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية